الدواجن بدها حرية الدكتور سمير خميس
ما أجملك يا سوريا ، و أنت تنعمين بالصحة و العافية ، بعد الخلاص من المرض الخبيث الذي جثم فوق صدرك لعقود طويلة ، أبنائك الآن سيعيدون لك ما تستحقين من مكانة و جمال .
يمكن اعتبار عقد الثمانينات من القرن الماضي هو بداية توسع تربية الدواجن وانطلاق المشاريع الكبيرة نسبياُ لتربية الدواجن ، و التي بمعظمها قامت على عاتق القطاع الخاص ، بالإضافة إلى المؤسسة العامة للدواجن التي قامت نواتها على تأميم منشأة دواجن حماة و مصادرتها من أصحابها الأصليين .
هذا التطورالكبير، إصطدم مع القوانين الفاسدة خلال مرحلة الحكم البائد : فقد حرم المربين من تنظيم عملهم ضمن جمعيات أو تعاونيات أو نقابات مختصة ، الآن حان الوقت للقائمين على صناعة الدواجن ، للمبادرة إلى تشكيل التعاونيات و الجمعيات المحلية وصولاً إلى تشكيل نقابة أو إتحاد على مستوى القطر ، و التحرر من قيود إتحاد الفلاحين أو غرف الزراعة البائدة .
تحديات كبيرة تنتظر صناعة الدواجن السورية :
مع سياسة الإنفتاح الاقتصادي القادم إلى سوريا ، ستجد صناعة الدواجن في سوريا نفسها أمام تحد كبير يهدد بقائها و منافستها ، و لا بد من الإستعداد لتوفير مقومات البقاء و المنافسة و أهمها :
التحول إلى شركات تربية متكاملة : من مرحلة الأمهات و إستيراد الأعلاف وصولاً إلى : التفقيس ، تصنيع الأعلاف ، تربية الفروج ، المسلخ ، توضيب و تصنيع لحم الفروج و التسويق للمستهلك النهائي ، بما يحقق السيطرة على جميع حلقات التربية و الإنتاج .
إنشاء جمعيات أو تعاونيات خاصة بالمربين حسب المنطقة : تعمل بشكل جماعي ، كشركة تضامنية ، تقوم بتأمين مستلزمات الإنتاج ، و تسويق الفروج لصالح جميع الأعضاء ، بحيث يتم تحميل و توزيع الأرباح و الخسائرعلى مدار عام كامل .
المهام المطلوبة من الجهات الحكومية :
1 ـ تفعيل دوراللجنة المركزية للدواجن ، بعد إعادة هيكلتها ، ريثما يتم تشكيل التنظيم الخاص لمربي الدواجن ، بحيث يكون لهم دور أساسي في مناقشة وتقرير الأمور ذات العلاقة بعملهم .
2 – بعد توفر المسالخ الفنية للدواجن ، في المحافظات المركزية لتربية الدواجن ، منع الذبح إلا في هذه المسالخ الفنية من أجل تحسين نوعية لحم الفروج ، واعتماد الشكل المجمد أو المبرد ، لتداول لحوم الفروج ، ضمن العبوات و الشروط الصحية ، لتسهيل التخزين و التصدير عند انخفاض الأسعار عندنا .
3-احداث هيئة للتقصي والتقييم الوبائي ، تقوم بجمع المعلومات من المخابر المختلفة ، و تقارير الأطباء الحقليين ومن ثم دراستها وتحليلها ، للعمل على الحد من انتقال وانتشار الأمراض و الأوبئة والوقاية منها ، للسماح بالإستيراد النظامي للقاحات المطلوبة .
4- مساعدة المربين لتطوير مزارعهم ، من خلال القروض الميسرة ، لتحسين واقع المزارع القائمة ، ومن الأفضل توجيه شركات الإنشاءات الموجودة ، لتصنيع هياكل هنكارات مسبقة الصنع تحقق الشروط المطلوبة من تهوية و تدفئة …. الخ
هناك الكثير و الكثير من التفاصيل ، نتركها لأصحاب الشأن ، و ما عليهم إلا المبادرة لتنظيم أنفسهم
Discussion about this post